على كبدي من حب عفراء قرحة
وعينان من وجدي بها تكفان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة
وعفراء عندي المعرض المتداني
إذا رام قلبي هجرها حال دونه
شفيعان من قلبي لها جدلان
إذا قلت: لا، قالا: بلى، ثم أصبحا
جميعا على الرأي الذي يريان
فيارب أنت المستعان على الذي
تحملت من عفراء منذ زمان
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى
من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي حبيب من حبيب لبانة
ويرعاهما ربي فلا يريانذ
ويا ليت محيانا جميعا، وليتنا
إذا نحن متنا ضمنا كفنان
يقول لي الأصحاب إذ يعذلونني
أشوق عراقي وأنت يماني
تحملت من عفراء ما ليس لي به
ولا للجبال الراسيات يدان
كأن قطاة علقت بجناحها
على كبدي من شدة الخفقان
جعلت لعراف اليمامة حُكمه
وعرافِ نجد إن هما شفياني
فقالا: نعم، نشفي من الداء كله
وقاما مع العواد يبتدران
فما تركا من عوذة يعرفانها
ولا رقية إلا بها رقياني
وقالا: شفاك الله، والله مالنا
بما حملت منك الضلوع يدان
فرحت من العراف تسقط عمتي
عن الرأس ما ألتاثها ببنان
معي صاحبا صدقي إذا ملت ميلة
وكانا بجنبي سرع ما عذلاني
فيا عم ياذا الغدر لازلت مبتلى
حليفا لهم لازم وهوان
ولازلت في شوق إلى من هويته
وقلبك مقسوما بكل مكان
غدرت وكان الغدر منك سجية
وألزمت قلبي دائم الخفقان
وأورثتني غما وكرباً وحسرة
وأورثت عيني دائم الهملان
وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني
وعفراء يوم الحشر ملتقيان
ألا لعن الله الوشاة وقولهم
فلانة أضحت خلة لفلان
إذا ما جلسنا مجلسا نستلذه
توا شوا بنا حتى أمل مكاني
تكتفني الواشون من كل جانب
ولو كان واشٍ واحد لكفاني